رعب بمستشفى محمد الخامس بمكناس بسبب تسربات إشعاعية

وكشفت نفس المصادر أن أعضاء اللجنة لاحظوا، بعد إجراء فحص بأجهزة متطورة، أن معدلات التسربات الإشعاعية تتجاوز بكثير المعدلات الطبيعية التي يمكن للإنسان تحملها، وأكدوا للعاملين بالقسم أن تقريرا في الموضوع سيرفع بطريقة مباشرة إلى وزارة الصحة من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة.

ووصفت إحدى الطبيبات بمستشفى محمد الخامس الوضع الحالي بأنه "خطير للغاية" ويهدد بشكل مباشر حياة الأطباء والتقنيين والموظفين والمواطنين الذين يتوافدون على مصلحة الأشعة بالنظر إلى مستويات الإشعاع العالية التي قد تتسبب في العقم والتشوهات الخلقية والسرطان بمختلف أنواعه، قبل أن تضيف بأن جميع العاملين بقسم الأشعة قرروا تعليق العمل به إلى حين إيجاد حل.

وأشارت مصادر من داخل المستشفى إلى أن هذا الأخير عاش، وعلى مراحل متعددة، سلسلة من التسربات الإشعاعية، إحداها كانت عام 2006، حيث تم القيام ببعض التعديلات بقسم الأشعة دون أن تستوفي المعايير، مما نجم عنه تسرب ثان سنة 2008، وأضاف بأن التسرب الإشعاعي الحالي يعد الأخطر من نوعه، حسب ما أشارت إليه لجنة الدرك التي تقوم بزيارات دورية إلى أقسام الطب النووي ومراكز الفحص بالأشعة من أجل مراقبة أي تسرب.

 ووجه الأطباء والعاملون بقسم الأشعة رسالة في الموضوع إلى المسؤولين على المستوى المحلي والمركزي من أجل دق ناقوس الخطر، علما أن التسرب لا ينحصر في قسم الأشعة، بل يمتد إلى بعض المرافق القريبة منه بالنظر إلى عدم وجود حواجز تمنع ذلك.

وأكد أحد التقنيين بالمستشفى أن الإدارة طلبت من العاملين بالقسم "الصبر والخدمة" قبل أن يضيف "نحن مع مصلحة المواطن، لكننا نرفض أن يتم الاستهتار بسلامتنا الجسدية وإجبارنا على العمل وسط قسم أصبح بمثابة هيروشيما حقيقية"

واعتذر مدير المستشفى عن تقديم أي توضيح بدعوى أن صلاحية ذلك تعود إلى مندوب وزارة الصحة، الذي لم يكن متواجدا بمكتبه عند الاتصال به.